" وصية إلى : نفس زكية .. و روح نقية .. و عقل راجح ذكي .. و فؤاد مؤمن صفي.."

"أي بني :

اثبت على دأبك الصالح.. و اسبح في فيوضات فكرك الفاسح.. و انسج خيوط يومك الفالح .. هم في أعماق الفكرة.. و لا تجثو بين أحداق النبرة.. قيض لنفسك الهمم.. و انفض غبار الغشاوة و الحمم.. لا تسق عيناك مساق الفتن.. فتذق طعم الصبابة و المحن.. إنه وبيص حالك.. فاحذر و إلا امسيت هالك..

لا تنس وعدك المشهود.. و لا تنكث ميثاقك المعهود.. اثبت إذن على دأبك الصالح.. و اقتحم هوة كل طالح.. لا تمش بين الفلوات المقفرة.. بل الزم المسالك المقمرة.. اركب سفينة التقوى.. و ادرأ عن نفسك البلوى.. لا تزح ثوب النجاة عن قدك.. كن كأسلافك و سيرة جدك.. لا تكن أنت في ردك و صدك.. بل كن أنت مرآة لقلبك و حبك.. كن كما عهدت فيك رجلا جلدا صابرا.. و جلمودا مكافحا و مثابرا.. لا تأبهن بالدواهي و النوائب و الرزايا.. و لا تغرينك ذوات البهاء و العطايا.. كن للمثبطات متجاوزا.. و للعثرات قافزا.. و للمثالب مرمما.. و لغدك مصمما.. إياك أن تنتكص.. و احذر لنفسك أن تبتئس.. و لعقلك ان يبور.. و لقلبك أن يجور.. لا تخيب أملي و شموس غدي في يومك الذهبي.. كن ذاك الصنديد الأبي.. فأنت المستقبل و أنت الركن و أنت نشوة الحياة.. و أنت أريحية الروح السمحاء.. أنت صفاء السريرة.. و عبق الوجود.. لا تغفل تذكر أنك مجدود.. أخلص علمك و عملك لربك المعبود..

أي بني :

كبدي..فؤادي..نور مقلتي..لا تبلس بالقدر..فنعم الحال حالك..و بئست الحياة غير حياتك..احمدن ربك..و عد أهلك..و ارحم بالله من هلك قبلك..لا تغفو عيناك عن ربك تريد زهرة الحياة الدنيا و زينتها..بحبوحتها و بهجتها.. اسأل من ربك العفاف.. و ادعه الكفاف.. اسأله من دنياه عملا صالحا.. و صاحبة زهية سنية صالحة.. و اسأله من أخراه رضوانا و جنة و نعيما و خلدا عظيما..لا تتلهى نفسك عن أمورك و واجباتك..كن لوقتك ضابطا.. و لواجبك منظما.. و لنفسك مزكيا.. و لعصرك متقصيا.. لا تخبطن خبط عشواء.. و لا تخوضن معركة شعواء.. كن بين الحزبين مقتصدا.. و لا تكن مفرطا أو مكتسدا.. أنر طريقك بمشكاة عقلك.. و أخمد توهج نفسك و بركان نفسك.. بتلاوة وحي ربك.. و لذ إلى رحابه.. و ارتكن تحت ظلال جنابه.. فإنه سبحانه واسع المغفرة.. متقبل لكل معذرة.. لا يخذل عباده الصالحين.. و لا يردهم عن بابه خائبين..

"..قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله. إن الله يغفر الذنوب جميعا. إنه هو الغفور الرحيم." صدق الله العظيم

-إلى ابني " محمد و أيوب " و إلى تلاميذي .. أهدي مقاصد هذه الوصية الروحانية الصافية.. المنبجسة من أعماق أوصال قيثارة الفؤاد .. بكل ما تحمله من معاني النصح و الإرشاد ..

- توقيع الأستاذ عزيز سشا

مهارة كتابة موضوع إنشائي متكامل حول نص شعري " قصيدة أثريت مجدا " لمحمود سامي البارودي نموذجا -

كتابة موضوع إنشائي متكامل حول نص شعري " قصيدة أثريت مجدا " نموذجا -
-الفئة المستهدفة : الثانية باكالوريا آداب و علوم إنسانية

 - إعداد أستاذ مادة اللغة العربية : عزيز سشا

                                                   
يمثل عصر النهضة العربية نقطة تحول في مسار القصيدة العربية، انطلاقا من طور الصنعة والبديع إلى طور البعث و الإحياء، حيث اشتدت الرغبة في العودة إلى الأصول التراثية باعتبارها نماذج تحتذى و منطلقا أساسيا للإنعتاق من قيود الركود و الانحطاط . و يعد محمود سامي البارودي أحد الرواد الأوائل الذين كان لهم الفضل الكبير في إحياء الشعر العربي ، و قد تبوأ هذه المكانة الرفيعة نظرا لمجموعة من السمات الفنية و الإبداعية التي اجتمعت في شعره ، و نظرا لعوامل أخرى ارتبطت بنشأته في بيئة محافظة و اتصلت بشغفه الشديد بالشعر الذي تغنى فيه بفروسيته و شجاعته و خصاله، و ضمنه عواطفه الوطنية الصادقة، و لواعج حرقته في منفاه البعيد بجزيرة " سرنديب " و أشواقه الحارة إلى وطنه و أهله...فإلى أي حد كان هذا الشاعر ممثلا للتراث الشعري القديم ؟ و ما الخصائص التي التزم بها و سعى إلى بعثها و إحيائها ؟ و ما حدود تقيده بعمود الشعر العربي ؟
إن المتأمل في هذه القصيدة يدرك منذ الوهلة الأولى أن شكلها لا يتباين في شيء عن القصيدة العربية القديمة، إذ هي من الشعر العمودي الذي يتأسس على نظام الشطرين المتناظرين " صدر و عجز " و وحدة الوزن و القافية و الروي، كما أن قراءة البيتين الأول و الأخير تفضي بنا إلى افتراض مفاده أن الشاعر قد تجاوز المقدمة الاستهلالية " الغزلية أو الطللية " نظرا لهول الفاجعة و قوة المصاب الذي ألم به ، من هنا نجده في البيت الأول يفجر لحظة الألم و المعاناة ، بينما يجعلنا في البيت الأخير أمام قوة الأمل و انفراج الأزمة و تجاوز المحنة .
و لكي نتأكد من ذلك يتوجب علينا تقسيم النص إلى وحداته الأساسية كما يلي :
-الوحدة الأولى : و تضم البيتين الأول و الثاني، و ضمنها يبكي الشاعر و هو يكابد آلام الشوق و لفحات الحنين التي تعتمل في باطنه.
-الوحدة الثانية : و تضم الأبيات " 3 – 4 – 5 " ، و فيها يلتمس الشاعر من عذاله عدم لومه و عتابه لأن الحب قد خرج على نطاق سيطرته إلى حد عجز معه التحكم في مشاعره.
-الوحدة الثالثة : و تتحدد من البيت 6 إلى البيت 10 ، و ضمنها يركز الشاعر على إمعان الدهر في تأجيج لواعج الشوق و الغرام الشيء الذي ضاعف من معاناته و ألمه.
-الوحدة الرابعة : و تتأطر ما بين البيت 11 و البيت 14 ، و فيها يضعنا الشاعر أمام تأجج نار شوقه و لوعة حنينه للأحبة و الأهل و الوطن بفعل قسوة البعاد و الغربة و الوحدة.
-الوحدة الخامسة : و تضم الأبيات المتبقية " ب 15 ، ب 16...ب 20 " و فيها يعود الشاعر إلى الافتخار بمناقبه و خلاله و الاعتزاز بكبريائه الصامد في وجه صروف الدهر و محنة الغربة و العشق ، فهو قوي الإرادة ، شديد العزيمة لم تزده الآلام إلا تشبثا بالقيم و الخصال النبيلة.
و لا ريب أننا من خلال هذا الفهم المختزل لمضامين القصيدة ندرك مظاهر تأثر الشاعر بالقصيدة القديمة على مستوى الغرض ، و يتجلى هذا التأثر و الانصهار في تعدد الأغراض التي تتأرجح بين الشكوى و الاستعطاف و المكابدة ثم الفخر.
و قد استعان البارودي في التعبير عن هذه الأفكار بمعجم شعري تتميز ألفاظه بالقوة و الجزالة و المتانة و الفخامة ، محتذيا في ذلك بالمعجم الشعري القديم كما أن هذه الألفاظ تتوزع بين حقلين دلاليين هما :
أ – حقل المعاناة : دمع – مكابدة – العذل – النوب ...
ب – حقل الصبر و التفاؤل : أثريت مجدا – لم أعبأ – نفسا عالية – ملكت حلمي – سوف تصفو الليالي ....
و العلاقة بين هذين الحقلين الدلاليين تكمن في تأرجح الذات الشاعرة بين مشاعر الضعف التي يعكسها الحقل الأول و مظاهر القوة التي يمثلها الحقل الثاني ، ذلك أنه رغم شدة وطأة لحظات الضعف و الانهيار فالشاعر ظل قويا صلبا متطلعا إلى الأفق المنشود مما يعكس إرادته القوية في مواجهة المحن ، و لعل هذه الإرادة و ذلك الشموخ النفسي هو ما جعل القصيدة تزخر بالطابع الحكمي الوعظي ، حيث نلفي مجموعة من الحكم في الأبيات التالية : البيت 1 – البيت 4 – البيت 16 – البيت 20 ( انظر محتوى الحكم في دفتر الدروس ) .
و إذا انتقلنا إلى دراسة الصورة الشعرية في هذه القصيدة سنجدها صورة تقليدية تترسم طريقة الشعراء القدامى في التصوير ، و ذلك من خلال قيامها على أساس مبدأ التجسيد و التشخيص أي تجسيد و تشخيص العناصر المجردة من قبيل : الشوق و الغربة و الدهر...بفضل استثمار الاستعارات و التشبيه ، كما نجد ذلك بوضوح في البيت التاسع حيث يشبه الشاعر قلبه بطائر سجين يخفق بجناحيه ( فالعلاقة الجامعة بينهما هي السجن و الاضطراب ) ، و يورد أيضا ضمن هذا البيت استعارة مكنية " هاج الغرام " لتبيان شدة العشق و الحنين.
و سواء في هذين المثالين أو في الأمثلة الأخرى التي يعج بها هذا النص الشعري فإن الشاعر يعتمد على الصورة البيانية المادية الوصفية البسيطة التي يستقي مادتها من الواقع المحسوس على غرار القدماء.
و بانتقالنا في الأخير إلى دراسة الإيقاع الشعري ، سنجده يتجسد في مظهرين أساسيين هما :
1 – الإيقاع الخارجي : و هو ما نلمسه في البحر الشعري الذي نظم عليه الشاعر قصيدته و هو بحر " البسيط " الذي يمتاز بتعدد تفعيلاته و طول نفسه ، و هذا يتناسب مع موضوع القصيدة سواء في المقدمة الاستهلالية  " الشكوى " أو في الاستعطاف و المكابدة و الفخر. و بالإضافة إلى الوزن الشعري يتعزز الإيقاع الخارجي بالقافية و وحدة الروي " الباء " فضلا عن ظاهرة " التصريع " ( تصريع المطلع ).
2 – الإيقاع الداخلي : و يتحقق من خلال طبيعة الأصوات و أشكال التكرار و التوازي ، و فيما يلي رصد لهاتين الظاهرتين :
أ – ظاهرة التكرار : * على مستوى الصوت الواحد ( تكرار صوت الميم و القاف و الشين و الجيم...) - * على مستوى اللفظة الواحدة ( تكرار كلمات : دمع- قلب – الحب – عهد – النفس – كيف...) .
ب – ظاهرة التوازي : * التوازي الصوتي التركيبي الجزئي و الدلالي بصيغة الترادف ( البيت 1 و البيت 10 ) - * التوازي الدلالي بصيغة التضاد ( البيت 20 ) - * التوازي التركيبي بصيغتي الترادف و التضاد ( البيت 14 ) .
و الجدير بالذكر أن التكرار و التوازي لا ينحصران في كونهما ظاهرة إيقاعية فحسب و إنما يؤديان مجموعة من الوظائف التي تخدم النص الشعري و في مقدمتها الوظيفة الجمالية التي تتحقق من خلال إثراء الجانب الموسيقي للنص ، و تترتب على هذه الوظيفة وظيفة أخرى هي الوظيفة التأثيرية ، ذلك أن الشعور بالجمال من شأنه أن يؤثر في نفسية المتلقي فيجعله ينفعل بالشعر و يتفاعل مع الشاعر.
و بناءا على ما سبق، نخلص إلى أن القصيدة قيد الدرس قد تمثلت أيما تمثل لخصائص و مقومات الاتجاه الإحيائي و ذلك من خلال المستويات التالية :
*على مستوى البناء : الالتزام بنظام الشطرين ، غياب الوحدة العضوية ،  الحفاظ على الشكل الهندسي التقليدي.
*على مستوى الغرض : تعدد الأغراض من خلال مقدمة استهلالية (الشكوى ) ، و مكابدة الأشواق و الغربة ، ثم الفخر.
*على مستوى المعجم : معجم تقليدي بامتياز " مكابدة ، لواعج ، منقضب ، حدب..."
على مستوى الصورة الشعرية : تشخيص المجردات ( الشوق ، الدهر ، الغربة...) بفضل الاستعارات و التشبيه.
*على مستوى الإيقاع : الالتزام بالإيقاع الخليلي ( وحدة الوزن و القافية و الروي ).
أما على مستوى وظيفة الشعر فإنها وظيفة تتوخى الإفادة أكثر من الإمتاع و ذلك من خلال جنوح الشاعر في كثير من الأبيات إلى الحكمة و الموعظة و الإرشاد ( تأثره بالنزعة الإصلاحية ).
و لعل قدرة الشاعر على احتذاء الشعر القديم جعلته يتسنم كرسي الريادة الشعرية في المدرسة الإحيائية ، و هي المدرسة التي من أبرز سماتها و مميزاتها  الصياغة المتقنة و مجاراة الشعراء القدماء و محاكاتهم شكلا و مضمونا.  

نموذج تحليل قولة من المؤلف النقدي" ظاهرة الشعر الحديث " لأحمد المجاطي

أ- النموذج المقترح :
 جاء في المؤلف النقدي " ظاهرة الشعر الحديث" على لسان المجاطي ما يلي " التقى هؤلاء الشعراء عند فكرة واحدة هي أن الشعر وجدان غير أن مفهوم الوجدان عندهم كان متباينا فقد أراده العقاد مزاجا من الشعور والفكر... حتى قيل بأن العقاد مفكر قبل أن يكون شاعرا، أما شكري فقد فهم الوجدان على أنه التأمل في أعماق الذات لأن المعاني عنده جزء من النفس لا يدرك بالعقل وإنما يدرك بعين الباطن أي بالقلب" أكتب موضوعا إنشائيا تحلل فيه القولة، موضحا الفرق بين تجربة العقاد وشكري،و مستحضرا رأي المجاطي في الوجدان الذي تغنى به شعراء الديوان. 

ب- طريقة التحليل : 
  يعتبر مؤلف ظاهرة الشعر الحديث من المؤلفات النقدية التي واكبت تطور الشعر العربي عبر مختلف عصوره (العصر العباسي,مدرسة الديوان,مدرسة ابولو ,مدرسة الرايطة القلمية).ويعتبر احمد المعداوي من بين المؤلفين المغاربة الذين واكبوا تطورات الشعر العربي الحديث وبالاعتماد على عدة كتب مهمة توفق احمد المعداوي في الفصل بين قضية الشعر التقليدي والشعر الحديث وبذلك تمكن المعداوي من البصم عن أهمية مؤلفه في فترة كان التاليف فيها مطبوعا بالقلة.وانطلاقا من القولة يمكننا استخلاص بعض الاسئلة التي سنؤجل الاجابة عنها في العرض فما هو مفهوم الوجدان عند كل من شعراء جماعة الديوان? وماهي نقاط الاختلاف عندهم حول هذا المفهوم?وما هو موقف احمد المعداوي من تجربة كل من العقاد وشكري حول مفهوم الوجدان?
 تنتمي القولة التي بين ايدينا الى القسم الاول من الفصل الاول وينطلق فيه الكاتب من دراسة تحليلية لكل من التيار الاحيائي لينتقل بعده الى ذكر خصائص ومميزات التيار الذاتي او الرومانسي والذي تتميز به كل مدرسة على الاخرى.يبدا الحديث عن التيار الاحيائي وهو خطاب ادبي ظهر في اواخر القرن التاسع عشر للنهوظ بالقصيدة العربية التقليدية من عصور الانحطاط والجمود والتخلف ثم الدخول بها في مرحلة جديدة قامت على بعث القصيدة العربية ولعل من اهم الاسباب التي ادت الى انحطاط القصيدة العربية التقليد الضعيف للقدامى ثم استخدام اللغة الوسطى .ومن بين الاسس التي دعت اليها هذه الحركة باعتبارها حركة ادبية: -المحافظة على الموروث الثقافي القديم -المحافظة على ثوابت القصيدة العربية التقليدية من حيث اللغة البناء وحدة الروي والوزن والقافية الايقاع الخليلي الموضوعات والاغراض -مسايرة مستجدات العصر من حيث القصايا الوطنية والاجتماعية والسياسية... ومن اهم رواد هذا التيار الادبي نذكر محمود سامي البارودي مؤسس مدرسة البعث والاحياء بالاضافة الى احمد شوقي والذي يرجع له الفضل في احياء القصيدة العربية من خلال معارضته ومحاكاته لكبار الشعراء القدامى ويظهر ذلك جليا في معضم قصائده. لينتقل بعد ذلك احمد المعداوي في دراسة للتيار الرومانسي وهو خطاب ادبي جديد ظهر رغبة لبعض الشعراء في تجاوز عصور الانحطاط التي رسختها مدرسة الاحياء.وهو خطاب جعل من الذات بؤرة الابداع الفني ومن بين الاسباب التي ادت الى ضهوره التاثر بالثقافة الغربية ثم الارتماء في احضان الطبيعة باعتبارها ملاذا لتفجير هموم الذات الشاعرة .وقد مثل هذه الحركة مجموعة من الشعراء تفرقوا في ثلات مدارس ادبية: -مدرسة الديوان:نمثلها ب العقاد/شكري/المازني -جماعة المهجر او الرابطة القلمية:جبران خليل جبران/ميخائيل نعيمة/ايليا ابو ماضي -جماعة ابولو:ابي شادي/ ابراهيم ناجي/علي محمود طه ومن اهم الاسس التي يدعوا لها هذا الخطاب: -اعتبار الذات مصدرا للابداع الشعري -التاثر بالثقافات الغربية للتفتح على مختلف الحضارات لقد اختلفت كل مدرسة من حيث رؤيتها للشعر كمفهوم مركزي فمنهم من رءى الشعر انه وجدان مع اختلاف فيه ونخص بالذكر مدرسة الديوان حيث يرى العقاد ان الوجدان هو مزيج من الشعر وهو ماجعله يميل في شعره الى التفكير ويظهر ذلك من خلال قصيدته الحبيب التي يغلب عليها الطابع الفكري على الاحاسيس. وقد اعتبره شكري تاملا في اعماق الذات الى حد تجاوز حدود الواقع وهو ماحفزه على تجنب العقل المحض وتامل مايجول في اغوار ذاته الكسيرة والبحث عن بواعث شقائه والمه. وهو في نظر المازني ماتفيض به النفس من احاسيس وعواطف وهذا ماجعله يعبر عن انفعالاته بشكل عفوي و بضورة طبيعية اي دون تدخل العقل او توغل في اعماق النفس. وعندما نتجه الى جماعة الرابطة القلمية فقد وسعت مفهوم الوجدان ليشمل كل ماينبثق عن الذات من حياة وكون وعلى هذا النحو اعتبروا الوجدان بأنه نفس وحياة وكون. اما جماعة ابولو فقد تغنوا بالام الذات ومفاتن الطبيعة ومباهجها وهو ما جعل الحياة عندهم تتراوح بين السعادة المطلقة والشقاء المطلق. لكن سرعان ما عجل في وضع نهاية محزنة لهذا التيار الذاتي لان شعراءه اغرقوا في البكاء واجترار نفس المواضيع(كالحب الاستسلام للموت الألم اليأس...) وهذا على مستوى المضمون اما على مستوى الشكل فقد فشل شعراء هذا التيار في وضع مقومات فنية تلائم القصيدة العربية فكان مصيرها الفشل.
ومن هنا يظهر ان مؤلف ظاهرة الشعر الحديث تمكن من الفصل في قضية الشعر الحديث وذلك من خلال دراسة مختلف الجوانب سواء اللغوية والفنية والتاريخية وايضا العوامل التي ساهمت في الدخول بهذا الشعر مرحلة التطور والتجديد من خلال نكبة فلسطين 1948 التي ساهمت في بروز الوعي العربي مما جعل الشاعر يخرج من قوقعته المغلقة وينفتح على العالم وايضا وعيه بمسؤوليته كما ادت النكسة 1976 الى انفتاح الشاعر على ثقافات وحظارات اخرى واعتمد في قصائده على اساطير ورموز كان الهدف منها التعبير عن تجربة الشاعر دون قيود او شروط مسبقة.

مهارة كتابة موضوع إنشائي متكامل حول نص نقدي : "الواقع الاجتماعي في الشعر" نموذجا

 يعد المنهج الاجتماعي أحد أهم المناهج النقدية الحديثة التي تأثر بها النقاد العرب المحدثون، وهو منهج ينظر إلى النص الأدبي باعتباره وثيقة اجتماعية، ويربطه بالوسط الاجتماعي الذي أنتج فيه. وقد اعتمد هذا المنهج في دراسة الظاهرة الأدبية، وبيان علاقتها بسياقها الاجتماعي، عدد من النقاد المشارقة والمغاربة، نذكر منهم: "طه حسين"، و"محمد مندور"، و"نجيب العوفي"، إلى جانب "محمد عويس محمد" الذي وظف هذا المنهج في كثير من دراساته النقدية ، ولعب دورا مهما في تطويره، وإبراز علاقة الأدب بالمجتمع، وخير شاهد على ذلك النص الذي بين أيدينا. فما القضية النقدية التي يطرحها ؟ وكيف طبق الناقد المنهج الاجتماعي على شعر الشاعرين: أحمد شوقي وحافظ إبراهيم ؟ وما  النتائج التي انتهى إليها ؟و إلى أي حد ظل وفيا لآليات المنهج الذي يتبناه ؟ أسئلة و أخرى سنحاول الإجابة عنها من خلال هذه القراءة المنهجية المتكاملة .
يتضح بعد قراءتنا لبعض المؤشرات النصية " بداية النص + نهايته " و الخارج نصية " العنوان + المصدر ".أن النص ربما يعالج  موضوعا يتمثل في بيان علاقة شعر الشاعرين "حافظ إبراهيم" و"أحمد شوقي" بالواقع الاجتماعي المصري في مطلع القرن العشرين، والكشف عن هذا الواقع. ويمكن  فحص صحة هذا الموضوع من خلال مجموعة من الموضوعات المتضمنة في النص و الأفكار الجزئية المترابطة فيما بينها، وهي كما يأتي :
·    * تأكيد الكاتب وجود علاقة تفاعل نسبي بين الشاعر والواقع الاجتماعي الذي ينتمي إليه.
·    * إبرازه الفرق بين رؤية "حافظ" ورؤية "شوقي" لمصر ولواقعها الاجتماعي.
·    * ذكره أسباب اختلاف رؤيتي الشاعرين للإصلاح.
·    * الإشارة إلى اتفاق الشاعرين في الشكل العام والهدف، واختلافهما في المضمون .    
ويتضح مما سبق أن الناقد حلل شعر الشاعرين "حافظ" و"شوقي" باعتماد المنهج الاجتماعي، حيث كشف عن البعد الاجتماعي لشعر هذين الشاعرين، وأبرز علاقته بالواقع المصري الذي أنتج فيه، وبين رؤية كل واحد منهما لمصر ولواقعها الاجتماعي، وذلك من خلال شعرهما.
كما اعتمد في بناء نصه طريقة استنباطية (الانتقال من العام إلى الخاص) جعلته خاضعا لتصميم منهجي محكم، حيث استهل نصه بإبراز العلاقة التي تربط الشاعر عامة بالواقع الذي ينتمي إليه. ثم انتقل بعد ذلك إلى الحديث عن علاقة شعر الشاعرين المصريين حافظ وشوقي خاصة بالواقع الاجتماعي لمصر خلال مطلع القرن العشرين. وختم نصه بالإشارة إلى اتفاق الشاعرين في الشكل العام والهدف رغم اختلافهما في المضمون. 
واستخدم الكاتب لغة نقدية تقريرية مباشرة واضحة، تلائم طبيعة النص النقدية، وتخدم غرض الناقد المتمثل في إيصال أفكاره إلى المتلقي وإقناعه بها. كما وظف مجموعة من المصطلحات والمفاهيم النقدية التي تحيل إلى المنهج الاجتماعي المطبق في النص، كالواقع الاجتماعي، والإصلاح، والظواهر الاجتماعية، والشعب.
كما استعان الناقد بعدد من أساليب الحجاج ووسائل الإقناع، مثل الشرح والتفسير (إبراز رؤية حافظ وشوقي لمصر ولواقعها الاجتماعي)، والمقارنة (بين الشاعرين حافظ وشوقي)، والاستشهاد (بشعر حافظ وشوقي)، والتمثيل (بحافظ وشوقي)، والتعليل (لأن هدفهما كان واحدا...)، والإثبات والنفي (كان تركيزه على كشف...وهو لم يغفل...)، والاستدراك (لكنه)، والتأكيد (بأن رؤية – لقد طالب...). 
ووظف مجموعة من الوسائل التي حققت للنص اتساقه وتماسكه، وأكسبته قوة تأثيرية وإقناعية، كحروف العطف (الواو، الفاء، أو...)، والأسماء الموصولة (اللائي، التي، اللواتي...)، وحرفيْ التعليل والاستدراك (لأن، لكن...)، وأسماء الإشارة (هذا، هذه، هنا...)، والضمائر (هو، هي، هن...)، والتكرار (الواقع الاجتماعي، المجتمع، مصر...)، والتقابل (التأثير # التأثر – الثبات # الحركة – اتفقا # اختلفا).
وليس هذا النص متسقا فحسب، بل هو منسجم كذلك، وإذا كان اتساقه تحقق بالأدوات الظاهرة المذكورة، فإن انسجامه تحقق بروابط أخرى غير ظاهرة، جعلته قابلا للفهم والتأويل، مثل سياق النص الذي يتمثل في النقد العربي الحديث المنفتح على المناهج النقدية الغربية الحديثة والمتأثر بمناهجه، خاصة المنهج الاجتماعي. وإلى جانب السياق نجد في النص مجموعة من القرائن النصية المحلية التي يؤول بعضها بعضا، والتي تحقق للنص انسجاما خفيا، وفي مقدمة هذه القرائن المصطلحات الموظفة في النص (الواقع الاجتماعي، المجتمع، الشعر...). أما مبدأ التغريض الذي يتحدد بكونه النقطة المحورية التي يدور حولها النص، والتي تعين غرضه، فتتمثل هنا في عنوان النص: "الواقع الاجتماعي في الشعر"، حيث إن غرض الناقد، انطلاقا من هذا العنوان، هو الكشف عن الواقع الاجتماعي في الشعر.    

يتضح مما سبق، أن الكاتب حاول في هذا النص  النقدي الكشف عن الواقع الاجتماعي في شعر الشاعرين حافظ وشوقي، في مطلع القرن العشرين، وذلك باعتماد المنهج الاجتماعي، واستخدام لغة تقريرية نقدية، وتوظيف أسلوب حجاجي، والاستعانة بمجموعة من الروابط الظاهرة والخفية التي حققت للنص اتساقه وانسجامه.
غير أن المنهج الاجتماعي وإن كان قد مكن الكاتب من الكشف عن الواقع الاجتماعي في شعر حافظ وشوقي، إلا أنه يظل عاجزا عن الإحاطة بالعمل الأدبي من كل جوانبه، لأنه يهتم بجانب واحد من جوانبه، هو جانب المضمون، ولا يلتفت إلى بنية النص الداخلية، وإلى جوانبه الفنية والجمالية التي يعتبرها جوانب ثانوية. و لعل هذا ما نلفيه حاضرا في المنهج النقدي البنيوي الذي يدرس الظاهرة الأدبية من داخلها على أساس أنها نظام متكامل قائم بذاته لا يمكن فهمه إلا في إطار مستوياته البنيوية الداخلية .

استخلاص البنية في رواية اللص و الكلاب

يسعى هذا المنظور إلى دراسة نظام النص العام، و البحث عن وحداته، و المبادئ التي تنتظم بواسطتها هذه الوحدات. ذلك أن النص يتأسس على مجموعة من العلاقات الدلالية و التركيبية التي تمنحه صورة معينة. و تنجم بنية النص عن تأليف مجموعة من صيغ التنظيم التي يمكن الكشف عنها عبر محاور من مثل:

  * بنية التأليف: يتتبع نجيب محفوظ في رواية ( اللص و الكلاب ) شخصية محورية تتمثل في شخصية "سعيد مهران" ، و يبتدئ هذا التتبع بلحظة خروج سعيد من السجن، لينتهي بلحظة استسلامه لرجال الشرطة بلا مبالاة، و بين لحظتي البداية و النهاية تشكلت الرواية من ثمانية عشر فصلا. إن ما يجمع بين فصول هذه الرواية ليس هو وحدة الشخصية المحورية فيها فحسب، بل أيضا تركيبة التقنيات الروائية المعتمدة فيها من : استباق و استرجاع و حذف و خلاصة ... مما أتاح للروائي التركيز على حبكة البطل، و كذلك استدعاء ما يسلط الضوء عليها، و يساعد المتلقي على تلقيها في شروط إيجابية. و هذا التعدد في توظيف التقنيات هو الذي يتيح للقارئ قراءة الرواية من وجهات متعددة و مختلفة: إذ يمكن قراءتها باعتبارها "رواية الشخصية"، كما يمكن قراءتها على أنها " رواية اجتماعية"، أو رواية استبطانية تستكنه الشفافية الداخلية... إلا أنها، في جميع الأحوال، رواية تعبر عن احتجاج الفئات الفقيرة داخل المجتمع المصري على مظاهر الفساد الاجتماعي من زيف اجتماعي و تنكر للمبادئ و الاستغلال و الانتهازية ...
   * التنظيم الزمني: تترك رواية "اللص و الكلاب" في المتلقي انطباعا بكونها رواية اجتماعية تقدم نموذجا لمعاناة الفئات الفقيرة في المجتمع المصري، لكنك عندما تغوص في عبقرية نجيب محفوظ، و قدرته على التلاعب بالزمن، تقف على إبداعه في تحويل الزمن إلى أداة تشخص بقوة أسئلة الفرد في هذا الزمن القاهر الذي لا ينسجم معه. من هنا فإن الزمن الطبيعي لا يبدو كثير الأهمية في الرواية إذا ما قيس بالزمن النفسي الذي ركزت عليه الرواية و جعلته نافذة تطل من خلالها دقائق الأمور و جزئياتها. لقد تميز الروائي في هذا الجانب المتعلق بالزمن النفسي/ الشخصي، إذ يسكت عن السنوات الطويلة في عالم الواقع، و يقف عند التمفصلات الزمنية في حياة الشخصية ، حيث نكتشف أن الزمن النفسي مرتبط بالشخصية، لا بالزمن، إذ الذات تتخذ مكان الصدارة، و يفقد الزمن معناه الموضوعي ليصبح منسوجا في خيوط الحياة النفسية. و يتجلى هذا الزمن في رواية "اللص و الكلاب" في الأزمة التي يعيشها سعيد مهران و ما تسببه في نفسه من إحباط و خيبة و عزلة...، فبمجرد ما تخطى أزمة السجن، حتى وجد نفسه داخل دوامة أزمة جديدة هي أزمة الخيانة المركبة التي عاشها مع كل من (نبوية و عليش و رؤوف)، مما جعل العالم يبدو في عينيه متأزما، متدهورا، أجوف لا روح فيه، ذلك أن جميع القيم التي آمن بها و ضحى لأجلها قد لابسها التحول في ممارسات الخونة، فاقلبت نبوية من محبة إلى خائنة، وعليش من تابع إلى واش، و رؤوف من معلم لقيم الاشتراكية إلى انتهازي و ليبرالي فاسد.
  *  التنظيم المكاني: لا يعتمد نجيب محفوظ المكان، في روايته هاته، إطارا تزيينيا أو تكميليا، يؤثت به فضاء الرواية، بل يعتمده مكونا أساسيا يبوح بما يفكر فيه الروائي، و يتيح إمكانية الكشف عما تعانيه الشخصية من صنوف الوحدة و الاغتراب و المعاناة. و يمكن كشف هذا التنظيم في الرواية من خلال الفضاءات التالية:
        السجن: المكان الذي تنفتح عليه الرواية، قضى فيه سعيد مهران أربع سنوات فقد خلالها حريته و عانى العزلة و الحصار و مرارة اكتشاف الخيانة. هو فضاء العقاب بدل أن يكون فضاء الإصلاح.
        بيت الجنيدي: مكان إقامة الشيخ علي الجنيدي الزاهد المتصوف، صديق والد سعيد، يحمل هذا الفضاء لرواده إحساسا بالسكينة و الطمأنينة، هو مأوى لا ينغلق أبدا، يلوذ به سعيد حين تشتد الأزمات عليه، غير أنه لا يشعر فيه بالراحة طالما لم يحقق انتقامه، ذلك أن مذهبه مختلف عن مذهب الشيخ.
        عطفة الصيرفي: فضاء يحيل سعيد على مفارقة شعورية، إذ فيه جزء من ذكرياته مع نبوية، أيام الحب و الوفاء، كما فيه ذكرى الاعتقال متلبسا بسرقة قضى إثرها عقوبة سجنية دامت أربع سنوات. لذلك تختلط اتجاهه مشاعر الرضى و مشاعر الامتعاض.
        شقة نور: فضاء كان يحقق لسعيد جزءاً من توازنه النفسي في مرحلة تخلى عنه الجميع و آوته نور في بيت متواضع، يطل على المقابر. فرغم أنه كان يحس بالضيق و التبرم من عدم قدرته على التصرف بحرية مخافة إثارة انتباه الجيران إلا أنه كان يجد في المكان قدرا من إنسانية مفقودة خارجه.
        مقهى طرزان: مكان التقائه بنور ماضيا و حاضرا، إضافة إلى كونه يمكنه من تلقي المعلومات عن أعدائه، و الأهم أنه في هذا المكان حصل على المسدس الذي يمكنه بواسطته الانتقام من الذين خانوه.

و تحضر في الرواية فضاءات مكانية أخرى تستمد أهميتها من مساهمتها في دينامية الأحداث، و يمكن أن نذكر من هذه الفضاءات ما يأتي:
·فيلا رؤوف علوان و ما تكشفه من صور الخيانة و الانتهازية.
· المقبرة و ما تحيل عليه من وحدة قاتلة و عزلة و اغتراب.

الجانب الأسلوبي في رواية اللص و الكلاب لنجيب محفوظ


*مستويات اللغة :
ـ لغة التمرد والغضب: وهي لغة "سعيد مهران" وهي تعكس الغربة التي يعاني منها في الواقع الاجتماعي الذي ماتت فيه القيم الإيجابية، وطغى فيه الظلم والفساد الاجتماعي.
ـ لغة تبريرية: وهي لغة الشخصيات التي تخلت عن مواقفها السابقة، لتعيش واقعها الجديد. وهي لغة "رؤوف علوان" ونصح بها صديقه "سعيد مهران" عندما زاره بعد خروجه من السجن. وتتعرض هذه اللغة للسخرية داخل الرواية، سواء من خلال ملفوظات "سعيد" أو "نور" أو "طرزان".
ـ لغة الوحدة والمعاناة: وهي لغة "نور" التي لا تتمنى سوى الشعور بالاطمئنان والهناء في هذا العالم الذي يشعرها بالضياع.
ـ لغة التصوف: وهي لغة "الشيخ علي الجنيدي" لا تستطيع هذه اللغة أن تتخذ موقفا ظاهرا من الظلم الذي يتعرض له سعيد مهران والشخصيات الفقيرة البئيسة التي تؤمن بقضيته.
*الأسلوب ورهانات النص:
إن الكتابة عن الغربة والضياع والوحدة التي يشعر بها الفرد في المجتمعات العربية عامة والمجتمع المصري خاصة، تتعدى عند نجيب محفوظ حدود الارتباط بالشخصية الروائية، والإيهام بالواقعية من خلال تشخيص ما يعترض مسيرة البطل من ضروب الانكسارات، فهي تساؤل وبحث مضن عن الاستراتيجيات الفنية الكفيلة بخدمة المضمون وتحديد ملامحه.لقد استثمر نجيب محفوظ في هذه الرواية اللغة وأساليب السرد بطريقة مبتكرة جعلت النقاد يعتبرونها لحظة انعطاف في تجربته الروائية، خاصة إذا أخذنا بعين الاعتبار ابتعاد الكاتب عن الرؤية الواحدة والشمولية، ليفسح المجال أمام السارد والشخصية ليتبادلا معا الأدوار، ويضيئا الموضوع من كل جوانبه المختلفة. من هنا لا ينفصل الأسلوب عن الوسائل الأخرى التي وظفها الكاتب في هذه الرواية، بل ينخرط في إظهار الرؤية التي يقصد الروائي التعبير عنها، وهي إبراز التحولات الاجتماعية والسياسية وانعكاساتها على الفرد في المجتمعات العربية، وما نجم عنها من غربة وفساد.

المشاركات الشائعة

مشاركة مميزة

البعد الاجتماعي والنفسي في رواية اللص و الكلاب

  البعد الاجتماعي  والنفسي   في رواية اللص و الكلاب البعد النفسي في رواية اللص والكلاب يحضر البعد النفسي في المؤلف بشكل كبير حيث نجد تداخل...

المشاركات الشائعة

المشاركات الشائعة