يقول عبد المعطي حجازي :
آن الأوان ، كي أغني لك يامدينتي
يا أجمل الأوطان
في منزل فيك تعلمت الهوى
وفي مقاهيك أنا أحاول السلوان
وفي لياليك إذا الصيف انتهى ،
واشتعلت رائحة الأغصان
أنسل تحت الظل مسروق الخطى ،
معذب الوجدان
أبحث ، بعدما انتهت معركة النهار ، عن
وجهك .. خلف ضجة الإعلان
أراك في النهر خيالا صامتا ،
مرتعش البنيان
غانية .. راح ضحاياها وصارت وحدها
تنظر في مرآتها .. ما كان
تغسل بالماء خطوط وجهها .
وتمسح الظل عن الأجفان
وبسمة ضائعة فيها الأسى ،
والأسف العميق ، والإذعان !
أراك في الليل الأخير طفلة ،
بريئة ، ضلت عن الأقران
انتصف الليل عليها وهي بعد لم تزل
تهيم في حديقة الميدان
كأنها عاشقة ، جديدة ، تحتار بين البوح .. والكتمان !
* * * * *
أحلم يامدنتي فيك بحب هادئ
يمنحني الراحة والإيمان
أحلم يا مدينتي فيك بأن نبكي معا
إذا بكت عينان
بأن أسير ذات يوم قادم ،
تحت نهار يسعد الإنسان !
ديوان أحمد عبد المعطي حجازي – دار العودة ، بيروت – الطبعة الثالثة 1982 – الصفحة 372 وما بعدها .
اكتب موضوعا إنشائيا متكاملا ، تحلل فيه هذا النص ، مستثمرا مكتسباتك المعرفية واللغوية والمنهجية ، ومسترشدا بما يلي :
- تأطير النص ضمن سياقه الثقافي والأدبي ؛
- تكثيف المعاني الواردة في النص ؛
- تحديد الحقول الدلالية المهيمنة في النص ، والمعجم المرتبط بها ، وإبراز علاقتها بتجربة الشاعر ؛
- رصد الخصائص الفنية للنص ، بالتركيز على البنية الإيقاعية والصورة الشعرية ، مع تحديد وظائفها ؛
- صياغة خلاصة تركيبية لنتائج التحليل ، لبيان أثر تكسير بنية القصيدة العربية في تطور الشعر الحديث .
ثانيا : درس المؤلفات ( 6 نقط )
ورد في رواية ‘‘ اللص والكلاب ’’ ما يلي :
‘‘ لعلك تظن يا رؤوف أنك تخلصت مني إلى الأبد ؟ بهذا المسدس أستطيع أن أصنع أشياء جميلة ، على شرط ألا يعاكسني القدر . وبه أيضا أستطيع أن اوقط النيام ، فهم أصل البلايا .هم خلقوا نبوية وعليش ورؤوف علوان ’’ .
نجيب محفوظ ، اللص والكلاب ، دار الشروق ، مصر ، الطبعة الأولى 2006 – ص 66 .
انطلق من هذا المقطع ، ومن قراءتك الرواية ؛ ثم اكتب موضوعا متكاملا تنجز فيه ما يلي :
- ربط المقطع بالسياق العام لأحداث الرواية ؛
- إبراز دور الانتقام باعتباره قوة فاعلة في نمو أحداث الرواية وتطورها .
ليس من الضروري أن تتطابق إنجازات المترشحين مع المعطيات المقترحة في هذا الدليل ، لأن وظيفته تنحصر في تقديم الإطار العام للأجوبة الممكنة في معالجة النص ؛ من أجل ذلك ، تبقى للأستاذ المصحح صلاحية رصد مدى قدرة المترشح على استثمار مكتسباته المعرفية والمنهجية واللغوية لفهم النص وتحليله ...
أولا : درس النصوص ( 14 نقط )
- تاطير النص ضمن سياقه الثقافي والأدبي ( 2 ن )
الإشارة بإيجاز إلى ما يلي :
• التحولات الثقافية والفكرية التي شهدها العالم العربي في النصف الثاني من القرن العشرين ، وانعكاسها على مسار الشعر العربي الحديث ( التشبع بالأفكار التحررية – الاحتكاك بالآداب الغربية ....) ؛
• ظهور اتجاهات أدبية جديدة في الشعر العربي ، عمدت إلى تكسير بنية القصيدة التقليدية باعتماد بنية جديدة في الإبداع الشعري ....
- تكثيف المعاني الوارة في النص ( 2 ن )
يراعى في تقويم هذا المطلب مدى قدرة المترشح على تكثيف المعاني الواردة في النص ، والتي تتناول ما يأتي :
• إعلان الشاعر رغبته في الاحتفاء بمدينته الجميلة التي علمته الهوى ومحاولة النسيان ، والتي يبحث في لياليها الملتهبة عن وجهها الضائع ، فتتتراءى له طيفا صامتا ، وغانية وحيدة مذعنة لواقع الحال ، وبسمة محملة بالأسى وطعم الانقياد ، وطفلة بريئة تائهة ...
• حلم الشاعر بأن تمنحه مدينته حبا هادئا يبعث فيه السكينة والإيمان ، وأن تشاطره الأحزان ، وأن تحقق مستقبلا سعادة الإنسان ....
- تحديد الحقول الدلالية المهيمنة في النص والمعجم المرتبط بها وإبراز علاقتها بتجربة الشاعر ( 3 ) .
يمكن التمييز في النص بين حقلين دلاليين هما :
• الحقل الدال على الذات / الشاعر :
( أغني – تعلمت الهوى – أحاول السلوان – أنسل – مسروق الخطى – معذب الوجدان – أبحث – أراك – أحلم – نبكي – أسير ....)
• الحقل الدال على المدينة :
( لك – مدينتي – أجمل الأواطان – منزل فيك – لياليك – وجهك – أراك – خيالا صامتا – غانية – بسمة ضائعة – طفلة بريئة – نبكي ....)
• العلاقة :
تتجلى في التعبير عن تفاعل الشاعر وانسجامه مع المدينة وعمق ارتباطه بها ، في الواقع والحلم ....
- رصد الخصائص الفنية للنص :
البنية الإيقاعية ( 1.5 ن )
الإيقاع الخارجي :
• خرق نظام الشطرين واعتماد نظام الأسطر الشعرية المتفاوتة الطول والقصر ؛
• اعتماد وحدة التفعيلة ( مستفعلن ) مع بعض التغييرات التي لحقتها ....
الإيقاع الداخلي :
• تكرار بعض الأصوات والمدود ( الألف والنون – العين والغين – الكاف – الحاء والهاء )
• تكرار بعض الكلمات ( يامدينتي – فيك – أراك – أحلم .... )
• التوازي الذي يغني التناسب الصوتي والتناغم الإيقاعي في النص ...
• وقد ادى الإيقاعان الداخلي والخارجي وظيفة ولدت بنية إيقاعية تناغمت مع احاسيس الشاعر ودفقاته الشعورية ، وأسهمت في التعبير عنها ...
الصورة الشعرية :
• توظيف صور مركبة تضم مجموعة من الصور الجزئية المتفاعلة فيما بينها ، تمتد عبر مساحة النص ، وتتنامى من خلال الأسطر الشعرية ( وفي لياليك إذا الصيف انتهى واشتعلت رائحة الأغصان ... أنسل ...أبحث ... ، بعدما انتهت معركة النهار ، عن وجهك ... خلف صجة الإعلان ... ) .
• تجاوز التصوير التقليدي ( القائم على علاقة المشابهة والمجاورة ) إلى تصوير غني بالإيحاء ، يقوم على خاصية التشخيص ، مما يمنحه بعدا استعاريا ينزاح عن وظائفه المعجمية .. ( أراك ... خيالا صامتا ... غانية ... وبسمة ضائعة ... وطفلة بريئة ...) .
• وظيفة الصورة إيحائية وتعبيرية ...
- صياغة خلاصة تركيبية لنتائج التحليل لبيان أثر تكسير بنية القصيدة العربية في تطور الشعر الحديث ( 4 ن ) .
تقويم قدرة المترشح على صياغة خلاصة تركيبية لنتائج التحليل ، يستثمر فيها مكتسباته من دراسته تحولات الشعر العربي الحديث ، لبيان أثر تجربة تكسير البنية في تطور الشعر الحديث ، وذلك بالإشارة إلى :
• اعتماد نظام المقاطع وخرق نظام الأشطر ، واعتماد السطر الشعري المتفاوت من حيث الطول والقصر ، والتنويع في القافية والروي ؛
• توظيف لغة متميزة بالإيحاء الدلالي ؛
• تكثيف الصورة الشعرية ذات الوظيفة الإيحائية ؛
• تجاوز التجربة الذاتية والانفتاح على التجربة الإنسانية التي تستوعب تعقيدات الحياة المعاصرة وتعبر عنها ....
ثانيا : درس المؤلفات ( 6 ن )
- مقدمة يشير فيها المترشح ، باقتضاب شديد إلى موقع رواية اللص والكلاب ضمن التجربة الروائية لنجيب محفوظ ( 0.5 ن )
- ربط المقطع بالسياق العام لأحداث الرواية ( 1 ن )
الإشارة إلى ورود المقطع في بداية الفصل التاسع ، حين توجه سعيد مهران على بيت نور قادما من مقام الشيخ الجنيدي بعد فشل محاولة قتل عليش والانتقام منه ...
- إبرا ز دور الانتقام باعتباره قوة فاعلة في نمو أحداث الرواية وتطورها
الإشارة إلى دور الانتقام باعتباره قوة فاعلة وعاملا محركا أسهم في توجيه أحداث الرواية ونموها ، من خلال :
• رغبة سعيد مهران في الانتقام من خصومه بعد اكتشافه للخيانات المتعددة ( الانتقام من نبوية وعليش بسبب غدرهما وخيانتهما ، والانتقام من رؤوف علوان بعد تعرف طبيعته الحقيقية ...)
• تبلور فكرة الانتقام وتطورها عند سعيد مهران من التصور إلى الفعل ، والشروع في البحث عن وسائل تنفيذ هذه الرغبة ( المسدس والرصاص ) ؛
• توالي المحاولات الفاشلة ( إخفاق سعيد مهران في القضاء على غرمائه ، وإزهاقه أرواح أناس أبرياء ) ، مما جعل أحداث الرواية تنمو وتتطور باستمرار .
- خاتمة مناسبة للموضوع ( 0.5 ن ) .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق