الامتحان الوطني الموحد لبكالوريا 2013 الدورة العادية ، مسلك
الآداب العصرية .
الموضوع
:
يقول عبد المعطي حجازي :
آن الأوان ، كي أغني لك يامدينتي
يا أجمل الأوطان
في منزل فيك تعلمت الهوى
وفي مقاهيك أنا أحاول السلوان
وفي لياليك إذا الصيف انتهى ،
واشتعلت رائحة الأغصان
أنسل تحت الظل مسروق الخطى ،
معذب الوجدان
أبحث ، بعدما انتهت معركة النهار ، عن
وجهك .. خلف ضجة الإعلان
أراك في النهر خيالا صامتا ،
مرتعش البنيان
غانية .. راح ضحاياها وصارت وحدها
تنظر في مرآتها .. ما كان
تغسل بالماء خطوط وجهها .
وتمسح الظل عن الأجفان
وبسمة ضائعة فيها الأسى ،
والأسف العميق ، والإذعان !
أراك في الليل الأخير طفلة ،
بريئة ، ضلت عن الأقران
انتصف الليل عليها وهي بعد لم تزل
تهيم في حديقة الميدان
كأنها عاشقة ، جديدة ، تحتار بين البوح
.. والكتمان !
* * * * *
أحلم يامدنتي فيك بحب هادئ
يمنحني الراحة والإيمان
أحلم يا مدينتي فيك بأن نبكي معا
إذا بكت عينان
بأن أسير ذات يوم قادم ،
تحت نهار يسعد الإنسان !
ديوان أحمد عبد المعطي حجازي – دار
العودة ، بيروت – الطبعة الثالثة 1982 – الصفحة 372 وما بعدها .
اكتب موضوعا إنشائيا متكاملا ، تحلل فيه
هذا النص ، مستثمرا مكتسباتك المعرفية واللغوية والمنهجية ، ومسترشدا بما يلي :
- تأطير النص ضمن سياقه الثقافي والأدبي ؛
- تكثيف المعاني الواردة في النص ؛
- تحديد الحقول الدلالية المهيمنة في النص
، والمعجم المرتبط بها ، وإبراز علاقتها بتجربة الشاعر ؛
- رصد الخصائص الفنية للنص ، بالتركيز على
البنية الإيقاعية والصورة الشعرية ، مع تحديد وظائفها ؛
- صياغة خلاصة تركيبية لنتائج التحليل ،
لبيان أثر تكسير بنية القصيدة العربية في تطور الشعر الحديث .
ثانيا : درس المؤلفات ( 6 نقط )
ورد في رواية ‘‘ اللص والكلاب ’’ ما يلي :
‘‘ لعلك تظن يا رؤوف أنك تخلصت مني إلى
الأبد ؟ بهذا المسدس أستطيع أن أصنع أشياء جميلة ، على شرط ألا يعاكسني القدر .
وبه أيضا أستطيع أن اوقط النيام ، فهم أصل البلايا .هم خلقوا نبوية وعليش ورؤوف
علوان ’’ .
نجيب محفوظ ، اللص والكلاب ، دار الشروق
، مصر ، الطبعة الأولى 2006 – ص 66
.
انطلق من هذا المقطع ، ومن قراءتك
الرواية ؛ ثم اكتب موضوعا متكاملا تنجز فيه ما يلي :
- ربط المقطع بالسياق العام لأحداث
الرواية ؛
- إبراز دور الانتقام باعتباره قوة فاعلة
في نمو أحداث الرواية وتطورها
.
عناصر الإجابة :
ليس من الضروري أن
تتطابق إنجازات المترشحين مع المعطيات المقترحة في هذا الدليل ، لأن وظيفته تنحصر
في تقديم الإطار العام للأجوبة الممكنة في معالجة النص ؛ من أجل ذلك ، تبقى
للأستاذ المصحح صلاحية رصد مدى قدرة المترشح على استثمار مكتسباته المعرفية
والمنهجية واللغوية لفهم النص وتحليله ...
أولا : درس النصوص (
14 نقط
)
- تاطير النص ضمن سياقه
الثقافي والأدبي ( 2 ن )
الإشارة بإيجاز إلى
ما يلي
:
• التحولات الثقافية
والفكرية التي شهدها العالم العربي في النصف الثاني من القرن العشرين ، وانعكاسها
على مسار الشعر العربي الحديث ( التشبع بالأفكار التحررية – الاحتكاك بالآداب
الغربية ....) ؛
• ظهور اتجاهات أدبية
جديدة في الشعر العربي ، عمدت إلى تكسير بنية القصيدة التقليدية باعتماد بنية
جديدة في الإبداع الشعري ....
- تكثيف المعاني الوارة
في النص ( 2 ن
)
يراعى في تقويم هذا
المطلب مدى قدرة المترشح على تكثيف المعاني الواردة في النص ، والتي تتناول ما
يأتي
:
• إعلان الشاعر رغبته
في الاحتفاء بمدينته الجميلة التي علمته الهوى ومحاولة النسيان ، والتي يبحث في
لياليها الملتهبة عن وجهها الضائع ، فتتتراءى له طيفا صامتا ، وغانية وحيدة مذعنة
لواقع الحال ، وبسمة محملة بالأسى وطعم الانقياد ، وطفلة بريئة تائهة ...
• حلم الشاعر بأن تمنحه
مدينته حبا هادئا يبعث فيه السكينة والإيمان ، وأن تشاطره الأحزان ، وأن تحقق
مستقبلا سعادة الإنسان ....
- تحديد الحقول
الدلالية المهيمنة في النص والمعجم المرتبط بها وإبراز علاقتها بتجربة الشاعر ( 3 ) .
يمكن التمييز في النص
بين حقلين دلاليين هما :
• الحقل الدال على
الذات / الشاعر
:
( أغني – تعلمت الهوى –
أحاول السلوان – أنسل – مسروق الخطى – معذب الوجدان – أبحث – أراك – أحلم – نبكي –
أسير
....)
• الحقل الدال على
المدينة
:
( لك – مدينتي – أجمل
الأواطان – منزل فيك – لياليك – وجهك – أراك – خيالا صامتا – غانية – بسمة ضائعة –
طفلة بريئة – نبكي
....)
• العلاقة :
تتجلى في التعبير عن
تفاعل الشاعر وانسجامه مع المدينة وعمق ارتباطه بها ، في الواقع والحلم ....
- رصد الخصائص الفنية
للنص
:
البنية الإيقاعية (
1.5 ن
)
الإيقاع الخارجي :
• خرق نظام الشطرين
واعتماد نظام الأسطر الشعرية المتفاوتة الطول والقصر ؛
• اعتماد وحدة التفعيلة
( مستفعلن ) مع بعض التغييرات التي لحقتها ....
الإيقاع الداخلي :
• تكرار بعض الأصوات
والمدود ( الألف والنون – العين والغين – الكاف – الحاء والهاء )
• تكرار بعض الكلمات (
يامدينتي – فيك – أراك – أحلم .... )
• التوازي الذي يغني
التناسب الصوتي والتناغم الإيقاعي في النص ...
• وقد ادى الإيقاعان
الداخلي والخارجي وظيفة ولدت بنية إيقاعية تناغمت مع احاسيس الشاعر ودفقاته الشعورية
، وأسهمت في التعبير عنها ...
الصورة الشعرية :
• توظيف صور مركبة تضم
مجموعة من الصور الجزئية المتفاعلة فيما بينها ، تمتد عبر مساحة النص ، وتتنامى من
خلال الأسطر الشعرية ( وفي لياليك إذا الصيف انتهى واشتعلت رائحة الأغصان ... أنسل
...أبحث ... ، بعدما انتهت معركة النهار ، عن وجهك ... خلف صجة الإعلان ... ) .
• تجاوز التصوير
التقليدي ( القائم على علاقة المشابهة والمجاورة ) إلى تصوير غني بالإيحاء ، يقوم
على خاصية التشخيص ، مما يمنحه بعدا استعاريا ينزاح عن وظائفه المعجمية .. ( أراك
... خيالا صامتا ... غانية ... وبسمة ضائعة ... وطفلة بريئة ...) .
• وظيفة الصورة إيحائية
وتعبيرية
...
- صياغة خلاصة تركيبية
لنتائج التحليل لبيان أثر تكسير بنية القصيدة العربية في تطور الشعر الحديث ( 4 ن ) .
تقويم قدرة المترشح
على صياغة خلاصة تركيبية لنتائج التحليل ، يستثمر فيها مكتسباته من دراسته تحولات
الشعر العربي الحديث ، لبيان أثر تجربة تكسير البنية في تطور الشعر الحديث ، وذلك
بالإشارة إلى
:
• اعتماد نظام المقاطع
وخرق نظام الأشطر ، واعتماد السطر الشعري المتفاوت من حيث الطول والقصر ، والتنويع
في القافية والروي ؛
• توظيف لغة متميزة
بالإيحاء الدلالي ؛
• تكثيف الصورة الشعرية
ذات الوظيفة الإيحائية ؛
• تجاوز التجربة
الذاتية والانفتاح على التجربة الإنسانية التي تستوعب تعقيدات الحياة المعاصرة
وتعبر عنها
....
ثانيا : درس المؤلفات
( 6 ن
)
- مقدمة يشير فيها
المترشح ، باقتضاب شديد إلى موقع رواية اللص والكلاب ضمن التجربة الروائية لنجيب
محفوظ (
0.5 ن )
- ربط المقطع بالسياق
العام لأحداث الرواية ( 1 ن )
الإشارة إلى ورود
المقطع في بداية الفصل التاسع ، حين توجه سعيد مهران على بيت نور قادما من مقام
الشيخ الجنيدي بعد فشل محاولة قتل عليش والانتقام منه ...
- إبرا ز دور الانتقام
باعتباره قوة فاعلة في نمو أحداث الرواية وتطورها
الإشارة إلى دور
الانتقام باعتباره قوة فاعلة وعاملا محركا أسهم في توجيه أحداث الرواية ونموها ،
من خلال
:
• رغبة سعيد مهران في
الانتقام من خصومه بعد اكتشافه للخيانات المتعددة ( الانتقام
من نبوية وعليش بسبب غدرهما وخيانتهما ، والانتقام من رؤوف علوان بعد تعرف طبيعته
الحقيقية
...)
• تبلور فكرة الانتقام
وتطورها عند سعيد مهران من التصور إلى الفعل ، والشروع في البحث عن وسائل تنفيذ
هذه الرغبة ( المسدس والرصاص ) ؛
• توالي المحاولات
الفاشلة ( إخفاق سعيد مهران في القضاء على غرمائه ، وإزهاقه أرواح أناس أبرياء ) ،
مما جعل أحداث الرواية تنمو وتتطور باستمرار .
- خاتمة مناسبة للموضوع
( 0.5 ن
) .