من هاتي البقعة الغريبة..
وسط ناس غرباء..
أزف نبرات حزينة ..
و أنغام شجو أنينة ..
تحمل مأساة دفينة ..
و معاناة ضغينة..
يكاد القلب يندى لسماعها..
و تصم الأذن عن الإصغاء..
و حتى العين لن تتردد في البكاء..
بصمات الأسى العالقة على جدار قلبي..
تجرحني..تثخنني..
تثخن كبدي الرهيفة..
بأشواك سخيفة..
ذات رؤوس نحيفة..
فتظل تسح..تسح بالدماء..
تلو الدماء..
نار الحيرة تحرقني ..
لواعج الاكتئاب تطوقني ..
أين الشكوك تلسعني..
سموم الوساوس تلدغني..
نصال التضجر و القلق..
سيوف التبرم و الأرق..
تناوشني .. تطعنني ..
تسقطني على أديم الأرض جاثيا ..
على أديم الأرض باكيا ..
مآس تحايثني .. أرزاء تلازمني..
نوائب تهوسني .. تحرمني ..
من الارتواء..من الانتشاء ..
من ذاك الكأس ..كأس المحبة و الحنين..
كأس الهيام الدفين ..
أي حنين ؟ أي هيام ؟ أي حب ؟..
أواه من حب يشدني ..
يقيد فكري بالأصفاد..
يكبل نفسي بالقيود ..
و يركسني زنزانة من حديد..
و تشتعل النار..
و يتبدى لسانها الجبار ..
كلما تذكرت الحبيبة..
و نور محياها ينمق صورتها في خيالي ..
و يجلسها على أريك قلبي ضاحكة ..
على بساط لحمي باسمة..
سارية في عروقي ..
هائمة في وجداني ..
و في كياني ..
بين أضلعي أثر راحتيها..
و على خدي بصمات شفتيها..
إنها تسكنني ..تقطنني ..
تعيش معي..تحدثني ..تجالسني ..
تطعمني من لذيذ مأكلها ..
تلبسني أجمل ما لديها..
إنها في جسمي تسري..
في لحمي تسري..
لتغوص أعماق دمي ..
و تبحر معي في محيط هيامي..
أواه من ضوق يضنيني..
و من حنيني الذي كاد يفنيني..
و يفنيني .. و يفنيني..
بقلم عزيز سشا ، عام 2000
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق